الأربعاء، 13 مايو 2009

عطيل وديدمونة في الجزائر



المنظومة القيمية في تعريفها البسيط هي التي تتحكم ضمنها لرؤية ذاتها وتغليف الاهداف التي تسعى إلى تحقيقها والمسلك الذي يسلكه لتحقيق تلك الاهداف لنرى كيف تؤثرالمنظومة القيمية في رؤية المشهد الواحد فــ .... " عطيل " عندما يقتل حبيبته " ديدمونة" ثم ينتحر كما صورت ذلك الدراما المسرحية لكونيل ..ويليام شكسبير ينظر إليه المشاهد الأوربي إنطلاقا من منظومة قيمية معينة ويتحكم على سلوكه فيسعد او يحزن .. يعتبر بطوليا او إنهزاميا .. الخ وينظر اليه المشاهد العربي - وقد حدث هذا فعلا - انطلاقا من منظومته القيمية ثم يحكم .. وهكذا شاهدنا كيف أن الاوربي يرى المشهد قمة في التضحية والبطولة والعربي يرى نفس المشهد.... قمة في النذالة وإنعدام الرجولة !! هذه العوامل الغير المرئية التي تتحكم في سلوك الأفراد وتحدد رؤيتهم للمشاهد وترسم غاياتهم في الحياة هي التي نسميها -في جانب معين -منظومة قيمية التي تزعم ان المحافظة على وحدتها وترتيب القيم بداخلها ترتيبا تصاعديا هي الخط الاعمق للمحافظة على وحدة الامة واي محاولة لإلحاق الضرربها الخط أوالتشويش عليه أوخلط القيم به إنما نعتبرها أخطر محاولة لتقويض الدعامة الثانية الرئيسية من دعائم اقامة الدولة تأتي حتى قبل المحافظة على الاستمرارية التاريخية للوجود السياسي لذلك اليوم فإننا عندما نرى من يحاول زعزعة وحدة القيم التي ما فتئت الامة متمسكة بها او يحاول ادخال ترتيب جديد لسلم القيم القار تحت اي شعار كان ( تقدم , عصرنة , ديموقراطية ) انما نراه يعمل على المدى البعيد لتقويض أركان هذه الامة ودفعها إلى المجهول ان لم نقل الى شر آخر معلوم ,ان السلم القيمي في اي مجتمع يتشكل عبر العصور واذا تشكل تصبح زعزعته امرا صعبا ولكن التشكيك فيه ومحاولة قلبه تكفي لاحداث الكثير من الاضطرابات داخل الامة المستهدفة .. والسلم القيمي هو الذي يتميز بين حضارة واخرى وترسم الحدود بين دائرة اشعاع كل حضارة وحتى مناطق نفوذها !! فإذا أردنا أن نعرف انتماء شخص معين الى جهة هو الى اي حضارة هو.. نعود إلى المنظومة القيمية وسلم القيم ... وإذا أردنا أن نعرف مدى تدخل حضارة في حضارة والسيطرة عليها نعود إلى نفس هذا المقياس وإذا أردنا معرفة درجة تماسك "أمة" أو " مجتمع " وإستمرار إنتمائه لمجموعة حضارية دون الاخرى علينا أن نتابع درجة تماسك منظومته القيمية وهكذا لتفسير الكثيرمن الظواهرالسياسية والاجتماعية وحالات التدافع (الصراع) والتعاون .. نعود إذا أردنا معرفة الأسباب الجوهرية لها إلى المنظومة القيمية للمتعاونين او للمتصارعين فنجد الجواب العميق للظاهرة .. عندنا بإختصارالمنظومة القيمية الجماهرية تشكلت في ظل الاسلام واعطاها المحتوى الذي حدته تعاليمه وضوابطه ورسختها تقاليد الأمة الاسلامية عبر العصور وخبرة قرون من الحركة في الواقع في ظل هذا القيم واذا حاولنا أن نجزئها إلى قيم رئيسية واخرى تابعة فاننا يمكن أن نرصد ثلاث قيم :
العدل - الحرية - المساواة
ومن غير خوض في التفاصيل يمكن أن نؤكد أن العدل في منظومتنا القيمية هو أساس القيم العليا التي تتحرك ضمنها المنظومة وتحرك المنظورالكلي للامة إذا لا تفهم الحرية إلا في نطاق العدل ولا تفهم المساواة إلا في نطاق العدل ولا نفهم باقي القيم المتابعة ( الحق, الكرامة , حرية التعبير الاحسان ,نصرة المظلوم , الاخوة, نبذ العصرنة )
إلا ضمنه لذا قيل : " العدل أساس الملك "
ولذا قامت كل الدنيا على أساس العدل المستمد من العدل الآلهي ولذا رسخ في إدراكنا أنه بدون عدل لن تستقيم الأمور والعدل تتفرع منه الجوانب الاجتماعية والاقتصادية وغيرها ولذا وجدنا ان أقرب القيم لإستمالة الناس هو : الـعـدل قد تتكلم عن الحرية أو المساواة لن تجد آذانا صاغية تسمع لك ولكن بمجرد أن تثير مسألة العدل حتى تلتف الأمة حولك حتى لا شعوريا لانها لن تجد في خلفيتها الثقافية ما ترفضه من العدل كما لو تعلق الامر بالحرية أو المساواة لذا شاع بين الناس (ان أحب الخلق الى الله امام عادل) وان "العدل يضع الامور واضعها" و "ان الظلم مؤذن بخراب العمران " .. الخ وفي المقابل فان المظومة القيمية الغربية يمكن تجزئتها الى قيم رئيسية واخرى تابعة بطريقة مخالفة لمنظومتنا القيمية اذ تجد ترتيبها يكون كالتالي : الحرية - المساواة - العدل
ان الحرية عند الغربيين في القيمة العليا ولا يكنك بأي حال أن تتكلم عن حد من الحرية من أجل العدل او حد منها من أجل المساواة عكس ذلك في نطاقها تستطيع أن تقيم لماذا توجد اللامساواة ويوجد الظلم اذا ما مادام الناس أحرار فإنه يبرر
ان يستعيد هذا ذاك وان يهضم هذا حقوقه ذلك وهو ما يلاحظ على النطاق الدولي حيث :بإسم الحرية تبرر الـلا مساواة الدولية وبإسمها يتم إنتهاك حقوق الانسان وتحت شعار اليموقراطية
يخطط لاستعباد شعوب بأكملها ..الخ والأخطر من ذلك يخطط لأحداث خلل في منظومتنا القيمية وحتى لقلبها رأسا على عقب وهو ما أردت التنبيه إليه لخطورته لان أية محاولة للمساس بالترتيب التصاعدي للقيم في أمة من الأمم تحت أي شعار كان إنما يعني البداية الحقيقية لتفكيك تلك الأمة لذلك فلا بديل من المحافظة على وحدة القيم وترتيبها التصاعدي وأي تفريط في احد الاسلوبين يعني تفريط في الأمة

عندم قتل عطيل حبيته ديدمونة وانتحر
وقف المشاهد الاروبي وقال :بطولة
عندما قتل عطيل حبيبته ديدمونة وانتحر
وقف المشاهد العربي وقال: تنقصه الرجولة
عندما قتل عطيل ديدمونة وانتحر
وقف المشاهد الجزائري ...
نصفه قال بطولة ونصفه قال تنقصه الرجولة






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق