الثلاثاء، 7 يونيو 2011

عرب وعواطف

تهتز العلاقات بيننا ونندفع جميعا صاغرين الى حضن الهوى, ويبدو كل منا جزيرة لوحده, واي بحث عن علاقة دائمة مصيره الزوال ونحس فرادى بان كلامنا وحي يوحى ,وفي احيان كثيرة يكون لنا الشيطان قرينا , ونكون لحظتها أمواتا يمشون , وتتسع عندها مساحة الصراع الابدي القائم بين الخلق لتضارب المصالح.. وتكبر مع الأيام وتمتد تلك المساحة حتى كأنها تبتلعنا لاننا نتحول من بشر لهم حرية الحركة الى مجرد أشياء مضطرة للتعامل مع بعضها ,لكنها لا تصل الى اية نتيجة .. وهنا نصبح براغيث -اي جرائم ظاهرة-ويصبح البناء الكلي للعلاقات هو كلب, ومهمته البراغيث هي امتصاص دم الكلب ,حتى يسقط كبناء كلي ..إنها باختصار البحث عن لحظات الإنهيار .. يمكن أن تغيرها عاصفة اخرى من العواصف الكثيرة التي أتت على كل شيء في اوطاننا العربية ؛وهي ظاهرة لا بد منها على اعتبار انه لا مفر من الحركة سواء أكانت هذه الحركة تتجه نحو الاعلى او نحو الاسفل , وان كانت دائما بالسلب .هكذا اذن يصبح لدينا مترادفان : الانهيار او امتصاص الدم ؛ وان كان المصطلح الاخير يطلق في فترات الاستعماري فقط . ومن مصطلح الانهيار او الامتصاص الدم تولدت في الوطن العربي -نظرية تسمى "نظرية البرغوث والكلب " هناك عوامل متعددة دفعت الى وجودها منها على سبيل المثال لا الحصر , سلطة الاقوى لسنين عديدة وعدم تقسم الفيء بالعدل وشعور الاغلبية بالاضطهاد وقول البعض بغياب بصمات سياسية التوحيد من اي سياسة , وسعي البعض الاطراف الاندماج الكلي في الآخر الغربي .. وهذه العوامل جميعا وغيرها من العوامل الأخرى جعلت الضعفاء يرون انفسهم براغيث والاقوياء كلبا. والظلم يمكن إزالته باسقاط الكلب ؛ وكذلك ابعاد الغرب واحلال سياسة التوحيد .. وهكذا بدأت الأكثرية تطرح مفهوم تجميع البراغيث حول بناء كلي فتسقطه على اعتبار انه جسم كلب .. لكن ماهي نظرية " البرغوث والكلب ؟! ,باختصار هي نظرية للاطاحة بالنظام ,وتعتمد على فكرة اساسية وهي تجميع الضعفاء او المستضعفين -وهم كثر من الناحية العددية - في مجموعة واحدة , وعليها ان تهجم من اماكن مختلفة على جسم القوي ..ليس مهما واماكن اللسع ولكن المهم هو تعدد طرق الامتصاص واماكنه , اي ايجاد حالة رعب كاملة للجسم المستقبل وبطول الزمن يسقط لا محالة . والملاحظ ان كثرة البراغيث تبين حالة الاستنفار العام داخل المجتمع , وحالة الفوضى ,فقط يسقط انسان ضحية,كما يبدو للجميع بانه غر مهم , لكنه للقائمين بالسلوك يبدو مهم جدا , لان يدخل ضمن دائرة الصراع بين البرغوث والكلب , على اعتبار ان الكلب هنا يمثل مساحة الوعي غير واضحة خاصة لدى يحبون ان تتجمع ان القوة كثيرة تتحرك في وقت واحد ,اهدافها متضاربة وتسعي جاهدة لاجاد حالة نفور إجتماعي عام. ليست هنا بصدد تبرئة هذا او ذلك لان الله سبحاته وتعالى يعلم المحسن من المسيئ ولكني اسعى -وغيري كثرون- للبحث عن منفذ يؤدي بنا الى المحبة الجماعية, منفذ عقلي يتركنا نرى -بعيون بمهرة وافئدة واعية - ما ستأتي به الأيام من تقلب ايدينا على ما فتنا وهذا قبل ان ينزل علينا كسفا من السماء فنحرق .ويكفينا آيات الله التي نراها في علاقتنا اليومية, وعلينا ان نرفع اعناقنا نحو الماء مادمنا لم ندرك آيات الارض .. عودة ثانية الى مسلة التعامل بيننا والتي ترتبط بالتألف بين القلوب , فلا يعقل ان يكون الهدف إقامة علاقة دائمة مع الشيطان ,وياله من غرور وزخرف في القول يعد به الشيطان , ولا ان تكون الدنيا غاية همنا ولا مبلغ علمنا , وهذا ما تطرحه بالفعل مختلف الاتجاهات الدنيوية ...وهي الي تشجع بالفعل على بقاء حالة الانهيار او إمتصاص الدم من نظرية البرغوث واهم ما تقوم به هو الهجوم على القيم في محاولة جاهدة وواعية وهادفة لافراغ هذا المجتمع وغيره من المجتمعات العربية من محتواها الداخلي .. لقد تراكمت الافكار على مر السنين لتظهر فجأة وبكل قوة ترفض المجتمع وقيمته وطرق تعامله جاءت بها قوة فكرية وسياسية مختلفة, لقد وجدت في جو مشحون , مملوء بالاوبئة والامراض وستغيب عندما ينتهي المرض الاجتماعي العام ... قريبا ذلك جدا وان رفض البعض ذلك وعندما تتحرك حياة مجتمع نحو الاحسن مغيرين بانفسهم فالله معهم ومعنا ومعين لهم بالتأكيد إنه الاستعداد الفكري للخروج من المأزق البرغوث والكلب .. من مأزق العواصف .. وهناك أناس يصرون دائما مهما قويت العواصف لانهم ..عرب وعواصف .




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق