الجمعة، 29 يوليو 2011

ثلاثية

-1-
أخرج للطرقات مرتدى ثوب الأرصاد
أسترجع أوراقي ..خطط اليوم ..
لقاءاتي آخر ما بثته الأخبار والأقمار
أستجمع أسلحتي .. أقنعتي ..قواتي
في الجمع الثرثار الهارب أتمادى في تصريحات
وألوِّح بنفوذي وكنوزي وفتوحاتي
لكني حين أعود تترنح خطواتي
أسقط مقهورا في ظلماتي وفرغاتي
-2-

لو أني كنت كغيري منتفخا مملوءا باللا شيء
وركبت المّد اليومي أنساب
خفيفًا ورشيقًا أتداخل في الناس
ويتداخل فيَّ الناس
أضحك من أعماقي وأكشر عن أنياب
الغضب الوحشي حين يهاجمني الأوباش
أنفض عني أتربة الطرقات ودخان الغرافات
ورذاذ المدِّ اليومي.. لو أني ..لو أني


-3-
أصحو من صحوي منتفخ العينين رأسي رأسين
جسدي النائم في احضان الإجهاد
أسحبه عنوه أطرحه في الماء البارد
أحقنه بالقهوة انخسه بمواعيد
اليوم الضاري لكن جوادي المتداعي
يصهل فجأة يرفع خاصره يسقط في ميدان البيت
وخوار الموت المنقض يطفح من شدقيه

الثلاثاء، 7 يونيو 2011

عرب وعواطف

تهتز العلاقات بيننا ونندفع جميعا صاغرين الى حضن الهوى, ويبدو كل منا جزيرة لوحده, واي بحث عن علاقة دائمة مصيره الزوال ونحس فرادى بان كلامنا وحي يوحى ,وفي احيان كثيرة يكون لنا الشيطان قرينا , ونكون لحظتها أمواتا يمشون , وتتسع عندها مساحة الصراع الابدي القائم بين الخلق لتضارب المصالح.. وتكبر مع الأيام وتمتد تلك المساحة حتى كأنها تبتلعنا لاننا نتحول من بشر لهم حرية الحركة الى مجرد أشياء مضطرة للتعامل مع بعضها ,لكنها لا تصل الى اية نتيجة .. وهنا نصبح براغيث -اي جرائم ظاهرة-ويصبح البناء الكلي للعلاقات هو كلب, ومهمته البراغيث هي امتصاص دم الكلب ,حتى يسقط كبناء كلي ..إنها باختصار البحث عن لحظات الإنهيار .. يمكن أن تغيرها عاصفة اخرى من العواصف الكثيرة التي أتت على كل شيء في اوطاننا العربية ؛وهي ظاهرة لا بد منها على اعتبار انه لا مفر من الحركة سواء أكانت هذه الحركة تتجه نحو الاعلى او نحو الاسفل , وان كانت دائما بالسلب .هكذا اذن يصبح لدينا مترادفان : الانهيار او امتصاص الدم ؛ وان كان المصطلح الاخير يطلق في فترات الاستعماري فقط . ومن مصطلح الانهيار او الامتصاص الدم تولدت في الوطن العربي -نظرية تسمى "نظرية البرغوث والكلب " هناك عوامل متعددة دفعت الى وجودها منها على سبيل المثال لا الحصر , سلطة الاقوى لسنين عديدة وعدم تقسم الفيء بالعدل وشعور الاغلبية بالاضطهاد وقول البعض بغياب بصمات سياسية التوحيد من اي سياسة , وسعي البعض الاطراف الاندماج الكلي في الآخر الغربي .. وهذه العوامل جميعا وغيرها من العوامل الأخرى جعلت الضعفاء يرون انفسهم براغيث والاقوياء كلبا. والظلم يمكن إزالته باسقاط الكلب ؛ وكذلك ابعاد الغرب واحلال سياسة التوحيد .. وهكذا بدأت الأكثرية تطرح مفهوم تجميع البراغيث حول بناء كلي فتسقطه على اعتبار انه جسم كلب .. لكن ماهي نظرية " البرغوث والكلب ؟! ,باختصار هي نظرية للاطاحة بالنظام ,وتعتمد على فكرة اساسية وهي تجميع الضعفاء او المستضعفين -وهم كثر من الناحية العددية - في مجموعة واحدة , وعليها ان تهجم من اماكن مختلفة على جسم القوي ..ليس مهما واماكن اللسع ولكن المهم هو تعدد طرق الامتصاص واماكنه , اي ايجاد حالة رعب كاملة للجسم المستقبل وبطول الزمن يسقط لا محالة . والملاحظ ان كثرة البراغيث تبين حالة الاستنفار العام داخل المجتمع , وحالة الفوضى ,فقط يسقط انسان ضحية,كما يبدو للجميع بانه غر مهم , لكنه للقائمين بالسلوك يبدو مهم جدا , لان يدخل ضمن دائرة الصراع بين البرغوث والكلب , على اعتبار ان الكلب هنا يمثل مساحة الوعي غير واضحة خاصة لدى يحبون ان تتجمع ان القوة كثيرة تتحرك في وقت واحد ,اهدافها متضاربة وتسعي جاهدة لاجاد حالة نفور إجتماعي عام. ليست هنا بصدد تبرئة هذا او ذلك لان الله سبحاته وتعالى يعلم المحسن من المسيئ ولكني اسعى -وغيري كثرون- للبحث عن منفذ يؤدي بنا الى المحبة الجماعية, منفذ عقلي يتركنا نرى -بعيون بمهرة وافئدة واعية - ما ستأتي به الأيام من تقلب ايدينا على ما فتنا وهذا قبل ان ينزل علينا كسفا من السماء فنحرق .ويكفينا آيات الله التي نراها في علاقتنا اليومية, وعلينا ان نرفع اعناقنا نحو الماء مادمنا لم ندرك آيات الارض .. عودة ثانية الى مسلة التعامل بيننا والتي ترتبط بالتألف بين القلوب , فلا يعقل ان يكون الهدف إقامة علاقة دائمة مع الشيطان ,وياله من غرور وزخرف في القول يعد به الشيطان , ولا ان تكون الدنيا غاية همنا ولا مبلغ علمنا , وهذا ما تطرحه بالفعل مختلف الاتجاهات الدنيوية ...وهي الي تشجع بالفعل على بقاء حالة الانهيار او إمتصاص الدم من نظرية البرغوث واهم ما تقوم به هو الهجوم على القيم في محاولة جاهدة وواعية وهادفة لافراغ هذا المجتمع وغيره من المجتمعات العربية من محتواها الداخلي .. لقد تراكمت الافكار على مر السنين لتظهر فجأة وبكل قوة ترفض المجتمع وقيمته وطرق تعامله جاءت بها قوة فكرية وسياسية مختلفة, لقد وجدت في جو مشحون , مملوء بالاوبئة والامراض وستغيب عندما ينتهي المرض الاجتماعي العام ... قريبا ذلك جدا وان رفض البعض ذلك وعندما تتحرك حياة مجتمع نحو الاحسن مغيرين بانفسهم فالله معهم ومعنا ومعين لهم بالتأكيد إنه الاستعداد الفكري للخروج من المأزق البرغوث والكلب .. من مأزق العواصف .. وهناك أناس يصرون دائما مهما قويت العواصف لانهم ..عرب وعواصف .




الاثنين، 6 يونيو 2011

حلال جلال جمال

 عندما يتبدل الجمال لأي كان سواء من الطيب في القول ؛ أو من مفاتن الجسد فإنه يفقد قيمته لا محالة ؛ وهذا ينطبق على الرجل والمرأة ؛ لذلك لابد للجمال من ممانعة وحفظ وستر .. وللمرأة جمالها الخاص وللرجل جماله أيضا ؛ لكن التسمية مختلفة ؛ فبالنسبة للرجل جلالا ؛ وللمرأة جمالا ويتغير المصطلحان كلما تم الاندماج بينهما ؛ فيصبح الجمال جلالا والــجلال جمالا ؛ أو يتمم أحدهما الأخر . والرجل الذي يقال عنه وسيم وبدون جلال وهيبة ؛ كالمرأة التي يقال عنها جميلة لكن مكشوفة ؛ لهذا لابد من الستر ؛ ويعني هنا يحفظ الجمال لأخر ؛ أي أن جمالك الجسدي هو أمانة عندك لشخص أخر في الغيب يصبح زوجا ؛ ولا يوجد جمال للاستهلاك ؛ بل أن الجمال الذي تستفيد منه عدة أطراف هو بمثابة البصمات على الجسد؛ وان لم تكن واضحة فإنها تتفاعل كيميائيا وتتفاعل زمنيا ؛ وكل شيء مكشوف يفقد معناه وربما لهذا السبب دعا الإسلام إلى الستر ؛ لأن الناس تبحث دائما عن ما تحت الأثواب ؛ وما يظهر -عاريا- ويقال عنه جمال وتناسق جسماني هو عبارة عن عرض شهواني ؛ يثير الغرائز للحظات ثم يفقد معناه بلحظات المتعة وبلحظات السرقة في الزمن ؛ وبلحظات خيانة الأمانة , والعهد , والثقة والهروب من سلطة الولي وباختصار هو هروب من مساحة الأمانة إلى مساحة اللحظات العابرة دون الاهتمام بقيمة تلك اللحظات . ومهما تكن تبرير البعض ؛ فان الثقل من الخطايا  يقع -في نظري- على عاتق الرجل وليس النساء لأن جلال الرجل ذهب بتوفير المال والمكان في يده واستطاع ذاك الجلال - المصطنع طبعا -أن يذهب بجمال المرأة ؛ ويترك لرجل أخر كإنسانة محطمة ، بقايا امرأة ؛ بل بقايا أثار الرجل على جسد المرأة , وأهم تناقض نلحظه في حياتنا هو أن كثير من العشاق يبحثون عن امرأة طاهرة ؛ أي أنهم لن يتركوا عليها أثارهم ؛ وهم بذلك يخادعون أنفسهم ؛ لأنها بلية المجتمع عامة ؛ وهذا يعني أن الذين لم يسيروا على خطوات الحلال يبحثون في نهاية المطاف عنه ؛ وهو بحث يستغرق من وقتهم الكثير ؛ والكثير جدا ,علينا أن بحث في الصفات المهمة لجمال الرجل ؛ وأيضا الصفات المهمة لجلال المرأة ؛ فإذا حافظ الرجل على جلاله كإنسان له صفات معينة تبحث فيه المرأة عنها ؛ فانه بالضرورة يصبح جميلا في نظر المرأة ؛ وبالمقابل إذا حافظت المرأة على جمالها الأنثوي ؛ فإنها تصبح ذات جلال فينظر الرجل الذي يبحث عن الجلال الجمال - أن جاز التعبير - وإذا وصلا إلى هذه النتيجة !؟ فإن ذاك يعني التقى الرجولة مع الأنوثة ؛ وهذا اللقاء سيزدنهما معا هيبة ووقار ,ولكن كيف يلتقيان ؟!.

السبت، 5 مارس 2011

الخطى تحرس الأمكنة


    خلفنا عرسنا
    والخطى هاهنا تحرس الأزمنة
    تحرس الموعد
    تحرس الأمكنة
    كلما … ربما …
    فالدروب التي عانقت ودعت
    كي ترى عرسنا
    عرضنا
    حولنا
    صورة ساكنة
    ربما قد ترى حامل المرسلات
    يلبس في صوته المستباح
    غدوة ورواح
    نغمة ماجنة
    وحده الآن يروي لنا
    والخطى هاهنا تحرس الأزمة
    تحرس الأمكنة
    صفقوا ..
    صفقوا للذي يرحل
    للذي يقبل
    فالهوى هاهنا أجمل
    والهوى هاهنا حنظل
    صفقوا واقرؤوا ..
    الحياة التي حولنا
    نصفها منجل
    نصفها معول
    فالرؤى تخرس الألسنة
    من يرى طيفنا
    ظلنا
    ليرى أعيننا
    مؤمنة
    قد تعير الورى نظرة
    قد نعير المدى بسمة
    كي تمد ألدنا رسمها
    خطوة ممكنة
    فالرؤى تسقط الأقنعة
    والرؤى تنصب الأشرعة
    والضياء يرتب أشكال الأجسام
    شمس تؤجج أجراس الكلام
    رهبة العبور وهذا العراء
    الخطى تحاصرها الصمم
    فتمكث فينا
    وفي المتسع الخواء
    تلتمس خطواتك الأولى
    فتغري المسافة بالحكي
    وتمتلئ المساحة بالمشي
    زمان تولى ؛وحل زمان
    فقل لي لم الخوف هذا ؟
    لمّ الداء هذا ؟
    أيها الصباح الحافل بالأمنيات
    أيها الفاخر بالرغبات
    الماكث في عطش الكلم
    امنحنا شمسك كي نمتلاء بالأغنيات













الجمعة، 25 فبراير 2011

يا عاشق من ؟

من أنت قل لي فقد ضللت معتقدي
يا عاشق القبح ما أدراك في العفن ؟!
فما لوجهك يبدو اليوم محترقا
وما لصدرك لا يشدو سوى الشجن ؟!
تدرب الشفة السوداء مستعرا
تخف محتض دخان الخائبين؟!
علمتني السهد ما علمت محمده
وأذهب الوشم من رؤياك مؤتمني ؟!
قرآنك السيف والأعناق دفته
هوى بك الوهم في الأدغال والدمن ؟!
أقصتك نفسك في أوعر غربتها
وشيعتك بلا نعش ولا كفن ؟!
أبدرت في رمد العصرين منكسرا
معلق البصر المخدوع في وسن ؟!
تنهد الصخر من تلقاك عربدة
فغار كالموج بالربان والسفن ؟!
وقفت في ذنب الأيام مرتجلا
موال سخطك للأسراب في وهن ؟!
تريك في جفنها برا ومكرمة
ويعلم الله ما في الصدر من احن
قد شاخ قلبك ما عدت
طفولته بريئة الوجه والزمن ؟!
فما اجتياحك صدر الأرض
يا صنما يظاهر اللات ولعزى على الفتن
بيننا وبينك عمر الخرق
وما اعتصرت من الأوجاع والمحن ؟!
حاصر حصارك قال الشعر من زمن
فامتعضت لذي شعر وذي سنن
لعل راسك لا يحويك مجتمعا
فما انتصابك مجانا بلاثمن ؟!
وما اغتصابك نور الفجر من دمنا
ميادة الصدر والأعطاف والجفن ؟!
ذاب الصباح فسقت الشاء طائعة
ياسائق الشاء هل تقوى على الطعن ؟!
باعوك يا ذنب القطعان ذات ضحى
ورأسك الغفل لم يوزن ولم يزن ؟!
أقمت بالحجر المسموم مملكة
بقية روح من تاريخ مفتتن ؟!
بلوثة التضاد جئت اليوم منتفضا
يا عاشق النار من أغراك بالوثن؟!
فولا كسري من التاريخ راكضة
لتغصب الحب حرف الله في بدني ؟!
موءودة الأمس هذا الصبح وائدة
في روع مستلب الأعناق والرسن ؟!
وتخمة الكبر سلي السيف من عنقي
أهدرت عصري باسم التزعم والسنن ؟!
يحلو لك الغدر والأبصار جاثمة
على صدورك مثل النوق في عطن ؟!
والغادرون بلا خلق ولاشيم ساقوك
للوهم في هوس وفي رعن ؟!
هاموا سكارى بذات الساق عاشقة

أحرى به الوصل في عز وفي أمن ؟!