
نكتب القصيدة أم تكتبنا نهب إليها أو تجيء إلينا نراوغها أم تراوغنا فليس ذلك الأهم والأجمل والأبقى الذي يجب أن يتحقق في ظل معطي الذات وتجليات المعنى وتحولات الأنا في بوحها وإنكامهما في صمتها ,وصراحتها ,في صلابتها ,وتشظيها ,في زهوها ,وانمحاقها الامر يتلق بكيف نلمم الإبراقات والإشرافات المتناثرة ؟ كيف نسمي اللغة والمعنى ,والبهاء الذي يتسرب من بين أصابعنا وفتحات دمنا ويذهب إلى أرض بعيدة وتخوم لاتنسى ولاتوصف ولا يحاط بها لقصيدة - معطى جماليا وكتابيا - تظل صعبة وعصبية وحرونة ومشاكسة تذهب في المعنى والمساءل والانزياح والتماهي والتحول الذي يظل في صخب دائم الجريان والبوح والعلو الجميل لأن القصيدة وهي تخرج ضفاف الحالة وظلال الأخيلة, وطقس الولوج تبقى حالة غير ثابتة ولامستقرة لانها صفة التحول والهروب الذي ينبجس من غابات النفس وتشطيها المبدع الذي يسعى -بكدح موصوف -لرسم المعنى وتثبيت اللحظة الشعرية المتساوقة وهي تحفر في سياقاتها التاريخية والنفسية والجمالية لرصد اللمحة واللحظة وهي تتولى محاربة الاجابة والافصاح عن الاسئلة الاكثر إلحاحا ووجوبا كيف تحقق القصيدة فاعليتها وجماليتها وقولها المستوعب للحالة واللحظة والموقف وهو يتواثب ويرمح ويعلو ويهبط ساعيا لتثبيت وتسمية وتعيين الآليات الذاتية والجمالية التي تعطي للقصيدة المعنى الجميل والملمح لثّر المفتوح على بحر الذات ومحيطها (العرمرم ) الذي يمر بالألم والحسرة والهيمان يكذب من يقول :إنه بالمستطاع القبض على ذرات القصيدة ونتروناتها وهي تتشكل في المرأى والمخيال .. لأن القصيدة الشعرية حالة من التماهي والتجلي والانطراح الذي لا حدود له لأنه يمتح من الذات وينحت من جبّلتها ما يحقق السطوع والتمايز البهي المؤثث والمنسرح الذي هو -ربما -شرط القصيدة ومنتهاها وهي تنكتب في ظل التشظي والاجتراح والنشج اللغوي الذي يعطي للقصيدة الشعرية ملمحها الآخر -أعني- اسمها ورسمها وظلالها وألوانها وفصيلة دمها ومناخاتها التي تخرجها من طقس الغبار والتيه والزوغان إلى أرض الخصب والطمأنينة لتبدع بقولها وبوحها وتحقيق إنوجادها الجمالي والفني الذي يدفع بها إلى تخرم النص وفيوضاته لنؤسس لذاتها اللغة والسمات والدال الذي يسعها ويحقق لها المبتغى والمعنى والشفاعة التي تدخلها رواقات التلقي المبهرج والقرائية المفعمة بالمرح والقول الذي يغرف من الذات وبهاء الللحظة وتشيطها الذي يتوسم الانشاد والغناء الذي يترسب من عماد الروح وبرزخها وهي تنصهر في مرجل الكتابة وفرنها كيف تتحقق القصيدة في ظل :الزيف والخداع واللاعلانية ولحظات الإظلام التي تصنع حياتنا, وأفكارنا وتوجهاتنا المريبة في ذهابنا إلى أرض القصيدة ومرابعها -علينا وجوبا - أن نتظّهر من أوزارنا وسوداويتنا ونفاقنا لأن أرض القصيدة مقدسة ونظيفة لا تنفتح مباهجها ولواعجها للذين يحملون في دواخلهم وخبيئتهم بذور الشر والحقد والضغينة هذا -ربما - ما يجعل بعض القصائد والنصوص الشعرية ترشح بالفقر واصفرار المعنى لأن النفوس المريضة لا يتسنى لها أن تقول المعنى والجمال الذي يجعل القصيدة رائعة ومشعة ومقولبة وقابلة للذيوع والإنتشار الجميل القصيدة ليست مركبا سهلا ولا أرضا مشاعا القصيدة لحظة صدق مع الذات والموضوع والكينونة ذهاب بهي في بروج المعنى وبراريها ومضائقها التي لا تنفتح ولا تبوح إلا إذا كانت تملك السر وما خفى من لغة الكلام وكلام اللغة الذي يعني القول المصاحب لغنى النفس وتجليها العارف والعرفاني القصيدة لحظة التزام مأزوم في ظل التحول والولوج الصعب إلى سياقات اللغة ومباهجها المتوارية والجلية القصيدة ما تصبو لتحقيقه القصيدة من خلال طرحها وانطراحها وسمتها الذاتي ,ودالها اللغوي المشبع بنغمة اللغو ومعانيها الذي يخرج من فتاحات النفس العطشى والصادية وهي تنشد الخلاص والمعنى وسر الاشياء التي تتلمس الخطو نحو بيت الديمومة - أعني - بيت القصيدة وهي تسمي أشياءها وذاتها وتحولاتها التي تمنحها شرعية القول ورسوخ المعنى القصيدة غير متأنية ولا مباحة ولا متواجدة سوى في معراجها المعلق بين المعنى والمعنى -أعني - بين الصدق والإيمان والأريحة الصافية الخلو من الإسفاف والخبث الموصوف القصيدة الكبيرة والمتحققة في سجل المدونة الشعرية الإنسانية هي تلك القصيدة الملتحمة والمنصهرة في أتون اللغة وسمتها الجميل والصاعد ة من نفوس جميلة ومشرقة ونورانية كادحة تنشد النص وتطلبه بصبر وجلد وتحنان ودفق وشجوية لصيقة بالذات وحالاتها المتورمة التي تظل في انسرام دائم ومبهج من أجل الميلاد السوي في ظل تحول اللحظة انبهاقها المشفعبرؤيوية بهائية دالة ومنتقاة مجترحة غنائيته المثلى القصيدة وبيتها العامر بأطياف الوجد والحكمة والسمو البليغ الذي يسر بالقصيدة وهي تنكتب وتسمى وتتوطن في أرض خلو من النرجسية والادعاء الزائف والممجوج والمسكون بالخواء والعدمية وشجوية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق