السبت، 2 مايو 2009


خائفة أنا من هذا الإصغاء
الذي يفعله الداخل في نفسي !
حزينة أنا أمام هذا
التوقف المفاجئ والصدامي
الذي ألزمت به أفراحي
وغربتي وإبتسامتي وأدمعي !
الإنسان يتعب ...
الإنسان لا يحتمل المطاردة في مساحات طويلة
فيتمنى أن تلوح أمامه محطة يتوقف عندها
يستعيد أنفاسه يستعيد ذكرياته ..
يلتفت خلفه ليرى عمره !
لكن هذا الانسان يضيق بالتوقف
يمل الإنتظار خطوط جديدة
يواصل بهامطاردة مسافت العمروالأيام
وبلا توقيت يغادر الإنسان المحطة
يتنازل عن لحظات يتوقف للراحةوللرؤية
ويعدو من جديد ويلهث من جديد
ويتعب من جديد ويتطلع إلي محطة أخرى
شهور. . تتعاقب تستطرد أيامها
وتتفاوت نسب الإحساس
بالسعادة فيها أو بالتعاسة !
لكن . .هناك حصيلة ذلك تتحكم
عندما يستيقظ الداخل في نفس الإنسان
ويطلب الإصغاء
يطلب كشف الحساب والأرباح والخسائر !
وفي لحظات ذلك التوقف تتردد أصدء
الرغبة . . والأمنية . . والخفقة
ودواعي النفس الرافضة لوحدتها
تقول تلك الأصداء حينذاك :
متى يسفر صبح النفس ؟
متى تتحرك نجمة الليل المتوقفة ؟
ومتى تبدو هذه النجمة شجاعة الخطوات ؟
ولقد ترددت تلك الأصداء بعد توقف
أمام محطة كان داخل النفس لحظتها يصغي
كان الحزن واجـمًا بــ التوقف
إذن ماسبب التوقف ؟
وما دواعي هذا الإصغاء ؟ المفاجئ والصدامي
الليل موجوع ياصمت النجمة
ظلال القمر .. فقدت النطق وتلاشت وضاعت
فإلى أين الخطوات .. وعلى أي درب ؟
خائف كل واحد عندما يصغي الداخل النفسي
إندهشت عندما تساءلت :
لماذايركض الناس ؟
لماذا لا يتوقفون كل يوم في منتصف لياليهم
ويصغون إلى صوت من داخلهم
ويتأملون ما فعلوه
ويفكرون في كل ماكسبوه وما خسروه ؟
الناس لا يطقون الوحدة ...
وحدة المكان أو وحدة الدقائق
أو وحدة النفس والأعماق !
إن حرصهم مرهق وهم يحاولون ملئ مكانهم
بأنس حولهم وملئ دقائقهم
بعمل . . بتفكير . . بشرود
يطاولون به الأنجم
ويرتفعون إلى كوكب الزهرة !
هم يحاولون - أيضا- ملئ نفوسهم
بسجن آلامهم وحساسيتهم ورقتهم . .
بنشوة أفراحهم وغرورهم وتفاؤلهم !
وهذا الإرهاق في حرصهم . .
يدفعهم دائما إلى مزيد من الجري
وإلى مزيد من تكثيف المشكلات
وإلي مزيد من غربة النفس والألم !
كان الناس يـخافون من الكلام
أما اليوم . . فقد أصبحوا يـخافون
من الإصغاء ومن الصمت !
!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق