الحرب والحب ..مدرسة الحزن

لما كانت الدموع
لما كان الشوق والغياب في ضوء الشموع
حينما كان الفناء يبعث الرجوع
كان الحب هواية كل انسان مخدوع
هواية من باع واشترى في الاشواق دون ردوع
لقوانين الحب والخضوع
فمثل الاحاسيس لا تحمل دروع
اذن كما تشنين على قلبي بالحروب

واذ لم أعد منذ زمن قديم
في حبك مولوع
ولا حتى كنت منك يوما هلوع
اسمعي الآن الي :

أعلني ماشئت من حرب عليّ
جندي كل حرب عصبية
فتشي عن كل باب للحروب الهمجية
جندي كل الحجارة
ألـبي الدنيا .. وقولي أي شيئ ..!
وأجعليها ألف حرب عصبية
أزرعي الشوك بدربي
وأسلكي كل سبيل للخساره
مزقي ماشئتي من حلم لدي
فيه خيط من سناك
آسف يعصر قلبي
أسف ليس عليّ إنما هو عليك
جندي كل حراب العالم الموبوء ضدي
جربي كل السكاكين بصدري
وأسبحي في الدم أن شئت ..
فإنـي لا أرى ذلك جريمة
هكذا الحب وإلا كان جبنا وهزيمه
بعد حبي وأشواقي الكبيره
اسمعي الآن الي :
سوف أروي لك أشياء صغيره
عن حروب خضتها ذات مساء

الحرب الاولى

ــــــــــــــــــــــــ

فجأة لاحت بدربي نجمة
تغزل منديل الضياء
وجهها كان حزينا ..وجميلا..!
أبصرتني ,كلمتني ..
أفرغت أحزانها بين يدي
لاح لي في ثغرها وجه حريق دموي
كانت المأسات كبرى ,فاحترقت
حينها ظنت بأني قد وقعت
أسرعت تخرج سيفا

ضربت رأسي فماتت وبقيت !

الحرب الثانية

ـــــــــــــــــــــــــ

جاءت الصخرة تسعى دون وعد
أسرجت ألف حصان خفية تحت الظلام ..
أطلقت سرب الحمام ..
تنشد السلم ..تهفو للسعاده ..
ضحكت حتى الثماله
أنجبت جهلا .. وقامت زوجته ..بالجهالة ..!
حفرت قبرا كبيرا ..
أعطت الامر بقتلي ..
حاصرتني ..
طاردتني ..
نصبت الف كمين حول دربي
وأخيرا حسبتني قد هلكت
جاءها النوم فنامت
ومررت ..

الحرب الثالثة

ــــــــــــــــــــــــ

بينما كنت ألم الجسد المتعب جزءا بعد جزء
وأغني للجراح
هبت الريح بعنف , بدوي
رقصت خوفا لها بعض النجوم
فانتفضت , أراقب النازل من جوف الغيوم
فاذا المولود أنثى !
واذا القلب ينادي
ياحياتي !!
لم تنامي عني دقيقة
صادقتني ..
رافقتني ..
زرعت وردا وحلما في طريقي
أقسمت قائلة : أنت رفيقتي !
ومضت تحكن حبلا حول جيدي
رقصت فوق وريدي
وعفوت ,
فالتوى الحبل عليها
ونجوت

الحرب الرابعة

ـــــــــــــــــــــــــ

وبدت أخرى على الدرب فراشه
ضمها صدري اليه
لعبت بين يديه
رددت أحلى نشيد وصل الكون إليه
فالتحمنا لحظة
ووضعنا خطط الابحار فورا
وركبنا البحر حالا
ومضينا ننشد الحب على أرض الجزيره
يتضح العطر الذي في جانبها
تلبس الأخضر ثوبا
تجعل النور لحافا
وتحيط الجيد بالماس , واحجار كريمه
كان ماء البحر مرآة صقليه
كشفت وجه الفتاة

عكست كل المسامير الخفيه
عرت الزيف جميعا
فالتوى الزورق سخطا
قال : غوصي !
فاستغاثت
لفها الذعر واشباح الهول
فقدت كل اتزان

صرخت مثل الذبيح
وهوت خائبة نحو التلاشي والافول
واستوى الزورق يجري قاصدا شط الوصول
بينما كنت أغني والدنيا ترقص حولي
شيدي ماشئت من دور على صدر الرمال
قدمي البارود للنار , ونامي في الزهور
أبدا لست لئيمه ..
تكذب الأنباء إن قالت: جريمة!
صدقيني : يولد الحب من الطوفان أقمار جميله

فاغرسي كل السكاكين بصدري
وانظري في الافق لما تولد البسمة فيه
حاولي أن تفهمي الفجر اذا جاء إليك ..
والورود في يديه
فمع الفجر اعود
أحمل الجرح وساما

مثل أطفال الورود

أحمل الجرح وساما
طاهرا مثل الضياء
إنني أفهمك الآن كثيرا ..

فافهميني ..
إذا ما مر ضباب الحزن فـيّ
فأعلمي أنـي أسفت
أسفا ليس عليّ
إنـما هو عليك ؟
فاحذري !
فاحذري !
ان تموتي بسلاح في يديك .