نافخ الريح الصفراء( يخرج من المدينة )

قتلنا الزمن البغل ..
قتلناه عبر الليل والصرخة
عزفنا موالا لعرس الشمس
والاطفال والزيتون , في تونس في مصر في .. وفي ..
قاتلنا الزمن البغل في أرض النبوءات
وكان التحرير في الميدان يلقانا ..
فصار الجرح مثل الكهف في القلب ..
هزمناه ! - قالت الدنيا -
بلا قصف ولا ضرب
قلعنا الضرس
هزمنا رعود النار والغدر
وواجهنا افاعي الفجعنة بالصرخة
وحافينا على المفتاح
رغم الموج ؛رغم الهجانة
وطعنة ابو الهول
قلعناه !
ومزقنا جيوب الصمت ,
مزقنا الخرعات ,
تطهرنا بفبروراي
فتحنا نحو وجه الله أبوابا
أقلنا الغدر …
وفجرنا جبال الغيظ بركانا
وحاصرنا خطايانا ,
رشحنا لما يأتي
وقلنا الحق لن يركع
ونحن اليوم لن نخدع
قتلنا الزمن البغل .. مرغناه في الوحل !
تعقبناه في الجو
في البر
بين الرمال الساخنة
في الماء
حيث السماء العاشقة
ترجو بشوق للمطر
وهذه الارض الملا بنور القمح والدهشة
لم يستطع أن يغرس التضليل قرنا
في الرؤوس الصامتة
تعرى وجه كافور
أمام الله .. والتاريخ .. والشعب
فالشعب الحي
رافض أن يحتمي بالقاتل
ورافض دور القطيع
سقط التمثال في الوحل
عزفنا نغمة النبع
وقاتلنا الزمن البغل بالرفض
بالف لحن
وصلينا ليفيض الحسن فينا ....................................
مرت أيام السكينة والانتظار , حمى وطيس الاحداث اشتدى الغليان في الاحياء ,-تأوه قابيل وهابيل من شدة الالم وغصة الحسرة , انحسرت الريح الصفراء وتراجع غبار السموم , نسمات عذبة منعشة ؛
مرغت كبرياء ( العجاج ) وأرجعته من حيث أتى تسللت شعاعات من نور الشمس كشفت الوجوه السمراء سمرة الارض فضحت صفرة مصاصي الدماء ,الذين فقدوا صوابهم بحثا عن التوابيت المهملة ابتهجت الجموع واشرابت اعناقهم نحو الافق , نغى الرضيع في حضن أمه , ضحك ببراءة , تجنبت الام نظرات العيون , لامست حلمتها شفتي الوليد خذ يارضيعي فقد حنت عليك .. , -غير بعيد منها كانت دبيستان تتناجيان فوق أغصان شجرة أعياها دخان الامس ,أطل الحاس الهزيل من شرفته العالية , حملق ببلادة في الجهات الاسفل منه , همس في أذن كاتم سره ..مالي لا أسمع الانين , مالكم كسالى لا تعملون .. حناجركم , ألم أقل إن الحركة بركة.. خرج كاتم السر من القصر , هرع نحوا تباعه .. الحارس يقرأكم ,,, الأوامر ويقول لكم اعملوا فقد ضجرت من السكينة .. سحابات كثيفية تجمعت في السماء احتجبت الاشعة :إكفهر الجو , تحفر الخلق للتشنج ,طارت الدبيستان واختفتا من الافق , أدار الرضيع وجهه الصغير عن ثدي أمه, قال الرجل لرفيقه : التعاسة لا تريد ان تغادر مدينتا … اما ترى الشيب وقد طاف على لمتنا قبل الاوان ؛ رد الاخر : كان ذلك مذ ان مزقتم تمائم الخير ؛ وقطعتم السنة المبتهلين بادعية المحبة من يومها وقطعتم السنة المبتهلين بادعية المحبة من يومها يامن تسير معي نحو الغايات المجهولة عقمت الاشجار وجفت الانهار .. وتحولت الاعياد الى مآتم لا يفرح فيها سوى ابناء آوى ؛ قال الاول .. عجل يارفيقي ..فان الحفل قد بدأ … نزل كاتم السر والمردين … سيمارسون طقوسهم مع اول زخات المطر .. لن يتركوا الماء الرقراق يصل جذور الحكمة من البساتين العطشى ؛اللون الاصفر مع الماء اليق لها ..!! لن يتركوا الدموع تتبدد ..ولا الاكباد والاحشاء يقل إحراقها هناك في القصر العالي كان الحار نشوان كاتم السر , أحسن صنيعته مرة اخرى؛ رجل عجيب هذا الكاتم … يعمل أكثر مما يتلقى من أوامر .. في هذه الليلة الشتوية الطويلة سيحمل خزائن المدينة ؛بعد ان حان وقت الرحيل كان وفيا لم يخن, لم يخذل….مر موكب الحاس والكاتم والصناديق المملو ءة بأزقة المدينة الملونة -رفع شيخ نجا من عاصفة البارحة يديه الى السماء وهو يرى الموكب يلتهم الطريق تمتم داعيا " اللهم رب السموات وما اظلمن ورب الارضين وما أقلت ورب الشياطين وما أظلت كن لي جار من شر خلقك جميعا ان يفرط علي أحدا او يبغي علي أحد عز جارك وجل ثنائك ولا اللـه غيرك "
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق