الاثنين، 13 يوليو 2009

كل عطلة فيها خير

نحن الشعوب العربية بيننا وبين الزمن عداوة وبغضاء منذ اجدادنا الذين كانوا يضربون خط الرمل ويقرأون الكفوف وبلجأون للأزلام ويترصدون الشهب والنيازك ’, ليعرفوا الأخبار عن طريق الجن والعفاريت ولست ادري لماذا مجتمعاتنا العربية , مجتمعات المعجزات , تلتقي فيها كل المفارقات العجيبة الغريبة فقد ذهب هارون الرشيد يتيه تبخترا أمام " شارلمان " ليقدم له اكتشاف العرب المذهل الساعة ومنذ ذلك الوقت وشيء في ذواتنا يوجهنا نحو اللا زمن . فتحت إحدى المجلات واذا بي اكتشف ذاتي العربية ,الغائبة في " صفرية الوقت " وأقرأ ان الرئيس المصري قابل طيلة فترته الرئاسية التي تجاوزت 25 عاما أغلب اغلب رؤساء أمريكا الكثرين وبدأت اعد اعمار كراسي ملوكنا العرب الآن 10.15.18.20.25.... وعندما يصل عمر الكرسي العربي الى سنة اةوبضعة اشهر فمن المؤكد ان الأمر خلل عارض حالما يزول الخلل تعود الاحوال الى حالها وانا اعد تلك الاعمار على الآلة الحاسبة تذكرت قصة " زرقاء اليمامة " التي رأت جيشا من الاشجار يزحف تجاه قبيلتها ,على مسافة يوم او يومين ولأن " عيونها المستقبلية " استشرفت وقت الخطر المحدق بقبيلة تؤمن بالتطيّر , وبوحان الأفلاك وتحب الفأل الحسن .. عمد الملك الى المرأة ففقأ عينيها , وبعد المدة المحددة وصل جيش عرعم من قبيلة غتزية . يختفي بأوراق الأشجار على الطريقة الفيتنامية , فأستأصلوا جذور القبيلة عن بكرة أبيها . لكن يبدو لي ان المصير المحتوم الذي لقيته "زرقاء اليمامة" جراء نظرة مستقبلية , قدمتها خدمة لمجتمعها أمر فيه الكثير من السخافة , والحقيقة ان هذه المرأة التي حشرت أنفها في سياسة الملك . وشؤون الدولة , اكتشفت معادلة أخطر من معادلات " ابن خلدون" في نشأة المجتمعات وسقوطها . زرقاء اليمامة اكتشفت معادلة الاهتزازات , والتحركات والتغيران في كراسي السلاطين العرب , وعلاقتها بالتطورتلك المجتمعات اكتشفت في غفلة حضارية ان الكراسي العربية مشدودة بـ 99,99 مسمار في حين الاعداء في تحرك مستمر , ولأ الإحساس بالزمن مرتبط بالإحساس بالتغيير , فقد المواطن العربي إحساسه بالوقت " يخيل اليّ ان زرقاء اليمامة قالت عند ما فقئت عيناها : مع إن الارض تدور و الاشجار تتحرك وكراسيهم ثابتة فكيف يثبت الفرع ويتحرك الاصل : الشعوب التي تحترم نفسها هي التي تدفع الانسان الى ان يكون منضبطا كالساعة وتجعل من الزن عدوا تاريخيا أبديا يجب صرعه وتجاوزه والغرب الآن قلق على حكاية الزمن التقليدي هذا ويعتبره غير واقعي ويبقى مجرد اجتهاد بشري والايام المستقبلية تنبىء بثورة ضد الساعة التي تصبح دقيقة والدقيقة تتحول الى ثانية وبعملية بسيطة سيكتشفون انهم ضيعوا قرونا وضيعنا حياة! والحقيقة لا يكفي ان نربط ساعة بالحبال التي في معاصمنا , او نشتري منبها من نوع "كورتز" ’لنطرب لإيقاعاته -العبرة في ان نعيش للزمن في حركاتنا وفي سكاتنا -غير ان الامثلة كثيرة تدل على اننا لا نلتقي والزمن - فالإلتقاء قد قد يكون بعد الظهر -او بعد العشاء , ومعنى بعد العشاء أنك ستبقى تحت رحمة ليلة ليلاء تعدد فيها كل نجوم السماء وستغرّق بالندى وربما بطلك هذا لا يأتي بحجة موعد ما بعد العشاء قبيل الفجر بثانية ! والشاهد على عدوتنا للوقت أننا نكرس الأمثال التي تدعو الى التأجيل "والى الخلف دُورْ" , ونجتهد دائما لدفن الأمثال العسكرية التي تصب في "أمر -نفذ".. فتأخر الحافلة وإعادة السنة الدراسية - وعدم الحسم في المشاكل - وتأجيل الحوار .. كل هذا له تبرير واحد هو المثل التعيس ........... " كل عطلة فيها خير " -

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق