الجمعة، 2 أكتوبر 2009

المسلمين بين الحصار والوصاية ..

للقوة أسباب ولها أيضا نتائج , فالقوي يبسط سلطانه في حالة الظلم وفي حالة العدل أيضا . ولكن الأوضاع تكون مختلفة في كلتا الحالتين فالظالم يورث الحقد والكراهية وتتبعه الثورة لا مفر ..

اما العدل فهو بناء للنفوس وترويضا وتقويما لها وإنارة تتعدى كل الحدود لأن العدل صفة من صفات الله وهو سبيل لبناء المجتمع القوي الدولة ,



والحصار أكبر ظلم للذات خاصة اذا ما احست أنها محاصرة من كل الجهات والذات الاسلامية على مستوى الفردي والجماعي تحاصرها مطامع الدنيا ولاذاتها وهي عبد لها ويحاصرها الحاكم وهي تابعة لسلطانه وجبروته..

ويحاصرها أيضا العرف وإنتاجات الحياة المحاصة ويلاحقنا حصار وراء الحدود .. فنصبح كلنا تحت نيف الخوف والهلع حكاما ومحكومين ومما يزيد الموقف خطورة أننا نعاني حصارا ذا أشكال مختلفة في الحقيقة الأمر فإن الحصار الذي يواجهه المسلمين ليس جديدا بالنسبة لهم .. ! إنني قد لاكون مخطئة اذا اعتبرت ان ظهور الاسلام كمشروع حظاري ولد من رحم الحصار
فلقد حو صرالمسلمون في شعاب مكة لكن ارادة التغيير كانت تعلو الانفس ولم يكم هناك حصار داخلي بل على العكس من ذلك هناك امتداد وتحرر داخلي قضى على الحصار البشريالخارجي ...

والكلام عن الحصار كلام عن الفعل ورد الفعل وهو كلام أيضا

عن الصراع الدائم بين البقاء والفناء وبين تعلق الهمم بالاشياء الدنيا
وتعلقها بالمسائل العلوية, وليست هنا باحثة عن الجذور التاريخية للحصار , ولكنني جادة في اعطاء صورة ولو موجزه عن مظاهر الحصار المختلفة التي يعيشها المسلمون الأن ...

تلك المظاهر التي يمكن تجديدها على النحو التالي :
1- مظاهر تسليطيه فوقية لقوى غاشمة

تحاصر المسلمين لانها تقرأ واقعهم الحالي بتراثهم الماضي وتخاف من وحدتهم التي تمكن لهم في الأرض وهي بذلك قد عمقت فهمها لاحداث التاريخ الاسلامي وتجاوزت قراءة ماضي المسلمين الى التعمق فيه وبحثه ووصلت الى نتيجة اساسية وهي كلما تم حصار المسلمين بناء على معطيات التاريخ كلما تمكنت من شد رقابهم خاصة وان افئدتهم هوى..

-2 مظاهر تابعة من صراعات المسلمين أنفسهم سواء داخل كل مجتمع كما هو الحال بالنسبة للصراع عن السلطة ,

أو صراعات بين الدول الاسلامية المختلفة ضمن الحدود القطرية
والحصار هنا حصار ذاتي اي أنه نابع من داخل الواقع الاسلامي تجذر فيه سواء للذين يفقهون قولا ضمن قيود النص او الذين يريدون زرع نماذج لاناس عاشوا حياتهم فيكونون بذلك امتداد بشري ونموذج مشوهة وصورة مزيفة تتقزم بين الحين والأخر لتتواضع عرفانا للاقدمين وتحاول ان تعود لمجرد ذكرها كتراث الأسلاف , فهي هنا تحاصر نفسها بنفسها وتعيد سلبيات الماضي لتربطها بسلبيات الحاضر وتعيش لحظات ترف فكري وتعيش لحظات اخرى بؤسا موسمي وابدي احيانا اخرى , ومع طول المدى تذوب في فكرة الحصار وتصبح القيود المكبة لها جزمن حياتها وفي نهاية المطاف لا تدرك على اي أرض تقف ولا في اي تاريخ تعيش ولا ضمن اي عصر تتحرك إنه الحصار القاتل للقيم وللأفكار
ولكل مظاهر الجمال في حياة الأمة .
3- وهناك مظاهر حصار من نوع اخر غير الذي نعرفه حصار فردي يذوب في متطلبات الحياة كما ذكرت في البداية وعندما يحقق متطلبات الحياة يعيش في عبودية لذات الجسدية ...

تذيبه المادة ليفقد إنسانيته ويشكل حصارا لنفسه معتقد ان كل
الناس يريدون سلب نعشه وتغيب لديه موازين التقييم وتصبح لديه الراقصة وما شابهها او من نقل غيرها كمن يزرع جماليات الدين

في مناطق عملها السوء وذلك نابع من النفس الأمارة بالسوء

ورفاق السوء وهذا أمر طبيعي عندما يعم حصار الفاحشة
الزمن والمكان والإنسان ... يكون الطهر فقيرا حزينا لكنه شامخا يحاول بين الحين والأخر إختراق جدار الفاحشة ويخترقها فعلا

ليس مهم أن يكون في هذا المكان أو ذاك وليس أيضا أن يكون

في هذا الزمان أو ذاك وإنما التمكين له أمر لابد منه وزوال الفاحشة آت لا محال ومن فينا لا يحس بحالة الحصار لذلك فقد نترك بعضنا او كلنا حينا من الزمن وقد نلتقي يوما خارج مجال الحصار او نفتك حريتنا من حصار الذات وشفويتها لنلتقي عندما ينفع الناس وليس عند الزبد الذي يذهب جفاء
لحظتها نكون مسلمين حقا ونكون حقا إمتداد حقيقيا للذين
حصروا في بداية الدعوة واخترقوا كل الحواجز



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق